جرأة الأمل

مفارقة مدهشة تقود القارئ إلى مأساة تحطم الحلم الجميل، حلم من كانوا يكافحون في صفوف المعارضة ثم أصبحوا في السلطة. فوجدوا أنفسهم عالقين في دوامة البراغماتية التي لا فكاك منها. وضع باراك أوباما كتابه في عام 2006 عندما كان سيناتورا في عهد بوش الابن. وتكمن خصوصية الكتاب - الذي تصدر قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر بيعا - في كونه خطابا مفعما بالأمل كتبه شخص لم يضطر بعد لإرسال الطائرات الحربية لقصف مدن ودول أخرى. سيطالع القارئ حياة أوباما الشخصية وانطباعاته منذ كان يافعا عن قسوة السياسة الخارجية الأمريكية. فعندما انتقل أوباما الطفل للعيش مع والدته في إندونيسيا استطاع رؤية آثار المجزرة التي أودت بحياة 1.5 مليون إنسان نتيجة الانقلاب الدامي المدعوم من أمريكا، حين أزيح الرئيس سوكارنو بقرار من حكام البيت الأبيض ونصب بدلا منه أسوأ أركان الاستبداد والفساد، الجنرال سوهارتو الذي امتد حكمه ثلاثة وثلاثين عاما، لم يجد خلالها سوى الدعم المالي والسياسي ممن نصبوا أنفسهم رعاة للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.