المحامي عباس عباس، المبادر الاجتماعي ومدير عام جمعية المنارة، يستضيف الطفل المميز حاتم دغش، ضمن بودكاست "المميزون من الاطفال أصحاب التحديات". حاتم من ذوي الهمم وهو من أصحاب التحديات البصرية.
عشت أكثر من أربعين عاماً أخاف من نظرة سخرية و أغضب ويجن جنوني إن لم أكن الأفضل و الأجمل، لم أكن أعلم أن المستوى العادي و الطبيعي من كل شئ سواء في الشكل أو في الحضور أو حتى في المسيرة العملية هو أمر مريح للغاية غير منهك و سالب للروح و الطاقة، ربما كنت أعتبر نفسي قبل الحادث إمرأة ناجحة منجزة تخطت خط الفقر بنجاح مذهل وسبقت قريناتها بنجاح في سباق أشبه بسباق الخيول و لكني لا يمكنني أن أنكر أبداً سواء في الحاضر أو في الماضي أنني كنت أشعر دائماً أني كالمصباح الذي لا يتوقف عن الإضاءة ليل نهار كل أيام السنة حتى أصبح ضوءه خافتاً باهتاً بالكاد يضئ شبراً أمامه كان ذلك يشعرني من قبل أنني مازلت قادرة على الفعل وأنني "بخيري" على حد التعبير العامي ، و لكني أسأل نفسي حالياً: لماذا لم أسترح؟ حتى و لو كنت ضحكت على نفسي ووصفتها بأنها استراحة المحارب؟ لماذا لم أتوقف عن اللهث وراء أشياء أبهرتني و لكنها لم تجلب لي الهناء؟ بل جلبت لي فقط التوتر و عدم الإرتياح علاوة على القلق و الخوف المتواصل من الخسارة.. خسارة أي شئ حتى و إن كان تافهاً.